کد مطلب:240881 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:214

اصحب السلطان بالحذر
روی المجلسی قول الرضا علیه السلام:

«اصحب السلطان بالحذر، و الصدیق بالتواضع، و العدو بالتحرز، و العامة بالبشر» [1] .

أربع كلمات تكتب بالذهب: الأولی یجب علی مصاحب السلطان الحذر منه لأنه لایأمن من بطشه وفتكه لفقد الإیمان من الممتلكین السلطة علی الرعایا بالقهر و الغلبة، أو الانتخابات التی لایرتضیها الله عزوجل و لارسوله و لاالأئمة المعصومون علیهم السلام و لم ینزل بها كتاب من السماء و الحذر عام لكل داخل فی دواوین هؤلاء و لزوم المجانبة عنهم و إن و لابد من صحبة السلطان فالواجب الحذر لئلایفتك به للاقتدار علی خصومه و علی كل من لایخضع لأوامره.

و قد جاء فی روایات أهل البیت علیهم السلام الإذن فی الدخول فی دواوینهم لأشخاص كعلی بن یقطین لما قدم موسی بن جعفر علیهماالسلام العراق،

«قال له علی بن یقطین: أما تری حالی و ما أنا فیه؟ فقال: یا علی إن لله تعالی أولیاء مع أولیاء الظلمة لیدفع بهم عن أولیائه، و أنت منهم یا علی» [2] .

و منه یعلم أن فی كل دور رجالا مع أولیاء الظلمة یدافعون عن الحق لتتم الحجة البالغة و عن المؤمنین و لانعلمهم من هم هؤلاء، و لو لاأن السلطة الجائرة من أقوی العصاة لله عزوجل و غصب الحقوق و قتل النفوس التی حرمها الله و أكل أموال الناس بالباطل و الفجائع و كل أمر منهی فی شریعة السماء لساغ الدخول لكل أحد و فی مقدمتهم المعصومون.

و أما دخول الرضا علیه السلام فی ولایة العهد من قبل المأمون الطاغیة و قبولها



[ صفحه 53]



فلم یكن ذلك باختیار و رغبة منه علیه السلام و لقد امتنع منها مرارا فهدد بالقتل فمن باب وجوب حفظ النفس و النهی عن الإلقاء فی التهلكة قبل ولایة العهد بشروط اشترطهما بأن لاینصب أحدا و لایعزل أحدا و لاینفذ شیئا من شوؤن الملك مع إخباره علیه السلام أن ذلك لایتم و أنه یموت قبل المأمون.

و لم یكن الإباء من التدخل فی الملك العباسی إلا لعلمه بما ذكر من المحاذیر و إذلال الناس و إفساد القری إذا دخلوها كما حكاه الله عن ملكة سبأ: «إن الملوك إذا دخلوا قریة أفسدوها و جعلوا أعزة أهلها أذلة و كذلك یفعلون» [3] .

ثم الكلمات الثلاث «الصدیق بالتواضع، و العدو بالتحرز، و العامة بالبشر» لبیانها موضع آخر.



[ صفحه 54]




[1] البحار 35:78، و الدرة الباهرة 38، و إحقاق الحق 583:19.

[2] معجم رجال الحديث 230:12.

[3] النمل: 34.